هل انتشرت أمراض العصر بسبب الوراثة ؟ حقيقة لا أحد يعلم ماإذا كان أحد أجدادنا قد توفي وهو مصاب بالسكري أو السرطان أو أحد أمراض القلب وكأني بك عزيزي القارئ تقول نفس الشيء فيا ترى لماذا انتشرت هذه الأمراض بهذه السرعة؟ ولم يعد يخلو بيت من مشكلة صحية صغيرة أم كبيرة، هل ذلك بفعل الوراثة، أم بأسباب أخرى؟ إن الجواب أصعب من أن يجيب عليه مثلي بل قد لا يستطيع أحد أن يجيب عليه الإجابة الشافية، ولكن الذي لا نختلف عليه أن الوراثة والعوامل البيئية لهما الدور الأساسي وما دمنا لا نستطيع التحكم في العوامل الوراثية فينا مع أننا نستطيع الحيطة من تأثيرها على الأجيال القادمة فعلينا العمل على تقليل خطر تلك الأمراض بمعرفة العوامل البيئية المؤثرة وهي الأسباب التي أمرنا باتخاذها ودعونا نضرب بعض الأمثلة.
السرطان
حسب إحصائية جمعية السرطان الأمريكية فإن (188 ألفا) من أصل (565 ألفا) (33 %) من وفيات السرطان كانت مرتبطة بالتغذية وهو رقم أقل بقليل من تسبب الكحول وأعلى من نسبة تسبب التدخين في الإصابة بمرض السرطان.
إن العديد من السرطانات بما فيها الثدي والقولون متعلقة بالوراثة فهي تلعب دورا هاما في نقل السرطان من الوالدين إلى أحد الأبناء لكن ذلك قد يتطلب أحيانا سببا بيئيا مثل التدخين، استهلاك الدهون وطريقة التغذية، المواد الكيميائية والملوثة المتوفرة في حياتنا اليومية، لحدوث السرطان فكأن الجينات تحشو البندقية بالرصاص والعوامل البيئية هي التي تضغط على الزناد فلا تنطلق الرصاصة إلا بتأثير الاثنين معا.
السكري
تعيش قبائل البيما الحمر في ولاية مكسيكو وأريزونا في الولايات المتحدة وهؤلاء الهنود ينحدرون من قبيلة البيما الأصلية (الهنود المكسيكيون) ولايزالون يتناولون الأغذية بطريقتهم التقليدية لذا فالسمنة لديهم قليلة وكذلك السكري بينما الذين يعيشون في ولاية اريزونا من غير أفراد هذه القبائل يتناولون الغذاء الأمريكي المعروف المحتوي على نسبة عالية من السكر والدهون ولهذا فإن نسبة كبيرة منهم يعانون من زيادة الوزن ومعدل السكري لديهم مرتفع وهكذا نجد ان لطبيعة المعيشة تأثيرها على أناس يفترض أن لديهم نفس الاستعداد الوراثي العام تقريبا.
أمراض القلب
تطور العلم الطبي قلل من وفاة المصابين بأمراض القلب والأعمار بيد الله إلا أن تلك الأمراض ازدادت بشكل مخيف بحيث لا يستطيع العلاج الدوائي أو التدخل الجراحي أن يقوم بخدمة جميع المرضى ثم إن الوقاية خير من العلاج.
و أمراض القلب الإكلينيكية هي القاتل الأكبر للنساء في العالم الغربي فتموت النساء بنسبة أكثر من الرجال كل سنة ويبلغ عددهن في أمريكا ضعف عدد النساء اللواتي يتوفين بسبب جميع أنماط السرطان مجتمعة بالذات عندما يكون عمرالمرأة بين (45 64 سنة) لهذا ففحص الكولسترول مهم جدا. هذه أرقام مهمة يتعين على كل امرأة قراءة محتواها بكل حرص. ومرة أخرى فإن الوقاية خير من العلاج إذ ان أمراض القلب تحصد حياة نصف مليون على الأقل كل سنة وتسهم في رفع تكاليف العناية الصحية الباهظة.
هذه المعلومات المفزعة تتطلب منا اتباع بعض الخطوات ومنها:
تعديل طريقة الأكل أو العادات الغذائية إلى الطريقة الصحية ومنها تقليل الدهون الحيوانية.
زيادة تناول الخضار والفواكه الطازجة.
زيادة السوائل.
تنظيم مواعيد الأكل.
تقليل الاعتماد على الأغذية المعلبة أو المضاف إليها مواد غير معروفة أو مطبوخة بطريقة غير صحية.
تنظيم الحياة والتقليل من الضغوط النفسية!!.
فحص الكولسترول والضغط والسكر بالذات بعد سن35.
ترك التدخين والتوقف عن تناول أدوية بدون وصفات طبيب.
الانتباه إلى زيادة الوزن.
زيادة النشاط البدني (الحركة) وجعلها جزءا من حياتك اليومية وليس ضروريا أن تكون نشاطا رياضيا مقننا.